بينما أنا أسير فِي البادية وإذا بهاتف يهتف فالتفت إِلَيْهِ فَإِذَا أعرابي يسير فَقَالَ لي: يا إِبْرَاهِيم التوكل عندنا أقم عندنا حَتَّى يصح توكلك ألم تعلم أَن رجاءك لدخول بلد فِيهِ أطعمة يحملك أقطع رجاءك عَنِ البلدان وتوكل.
وسمعته يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن أَحْمَد الفارسي يَقُول: سمعت ابْن عَطَاء وسئل عَن حقيقة التوكل فَقَالَ: أَن لا يظهر فيك انزعاج إِلَى الأسباب مَعَ شدة فاقتك إِلَيْهَا ولا تزول عَن حقيقة السكون إِلَى الحق مَعَ وقوفك عَلَيْهَا.
سمعت أبا حاتم السجستاني يَقُول: سمعت أبا نصر السراج يَقُول: شرط التوكل مَا قاله أَبُو تراب النخشبي وَهُوَ طرح البدن فِي العبودية وتعلق القلب بالربوبية والطمأنينة إِلَى الكفاية فَإِن أعطي شكر وإن منع صبر وكما قَالَ ذو النون التوكل ترك تدبير النفس والانخلاع من الحول والقوة وإنما يقوى العبد عَلَى التوكل إِذَا علم أَن اللَّه سبحانه يعلم ويرى مَا هُوَ فِيهِ.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أبا الفرج الورثاني يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّد القرمسيني يَقُول: سمعت الكتاني يَقُول: سمعت أبا جَعْفَر بْن الفرج يَقُول: رأيت رجلا يعرف بجمل عَائِشَة من الشطار يضرب بالسياط فَقُلْتُ لَهُ: أي وقت يَكُون ألم الضرب عليكم أسهل؟ فَقَالَ: إِذَا كَانَ من ضربنا لأجله يرانا.