للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسمعته يَقُول كَانَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام مريدا فَقَالَ: قَالَ {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} [طه: ٢٥] وَكَانَ نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مراد فَقَالَ اللَّه تَعَالَى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ {١} وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ {٢} الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ {٣} وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: ١-٤] وَكَذَلِكَ قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: ١٤٣] وَقَالَ لنبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} [الفرقان: ٤٥] وَكَانَ أَبُو عَلِي يَقُول: إِن المقصود قَوْله: ألم ترك إِلَى ربك، وقوله كَيْفَ مد الظل ستر للقصة وتحصيل للحالة.

وسئل الجنيد عَنِ المريد والمراد فَقَالَ: المريد تتولاه سياسة العلم والمراد تتولاه رعاية الحق سبحانه، لأن المريد يسير والمراد يطير فَمَتَى لحق السار الطائر.

وقيل: أرسل ذو النون إِلَى أَبِي يَزِيد رجلا وَقَالَ لَهُ قل لَهُ إِلَى مَتَى النوم والراحة وَقَدْ جاز القافلة فَقَالَ: أَبُو يَزِيد قل لأخي ذي النون الرجل من ينام الليل كُلهُ ثُمَّ يصبح فِي المنزل قبل القافلة وَقَالَ ذو النون هنيئا لَهُ هَذَا كَلام لا تبلغه أحوالنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>