التقويم ثُمَّ الإقامة ثُمَّ الاستقامة فالتقويم من حيث تأديب النفوس والإقامة من حيث تهذيب القلوب والاستقامة من حيث تقريب الأسرار.
وَقَالَ أَبُو بَكْر الصديق رضى اللَّه عَنْهُ فِي معنى قَوْله: {ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: ٣٠] لَمْ يشركوا وَقَالَ عُمَر رضى اللَّه عَنْهُ لَمْ يروغوا روغان الثعالب فقول الصديق محمول عَلَى مراعاة الأصول فِي التوحيد وقول عُمَر محمول عَلَى ترك طلب التأويل والقيام بشرط العهود وَقَالَ ابْن عَطَاء استقاموا عَلَى انفراد القلب بالله تَعَالَى وَقَالَ أَبُو عَلَى الجوزجاني كن صاحب الاستقامة لا طَالِب الكرامة فَإِن نفسك متحركة فِي طلب الكرامة وربك عَزَّ وَجَلَّ يطالبك بالاستقامة.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت أبا عَلِيّ الشبوي يَقُول: رأيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام فَقُلْتُ: لَهُ رُوِيَ عَنْك أنك قُلْت: شيبتني هود فَمَا الَّذِي شيبك منها قصص الأنبياء وهلاك الأمم فَقَالَ: لا ولكن قَوْله تَعَالَى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود: ١١٢] وقيل: إِن الاستقامة لا يطيقها إلا الأكابر لأنها الخروج عَنِ المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات والقيام بَيْنَ يدي اللَّه تَعَالَى عَلَى حقيقة الصدق ولذلك قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استقيموا ولن تحصوا وَقَالَ الواسطي: الخصلة الَّتِي بِهَا كملت المحاسن وبفقدها قبحت المحاسن الاستقامة وحكى عَنِ الشبلي أَنَّهُ قَالَ: الاستقامة أَن تشهد الوقت قيامة ويقال الاستقامة فِي الأقوال بترك الغيبة وَفِي الأفعال بنفي البدعة وَفِي الأعمال بنفي الفترة وَفِي الأحوال بنفي الحجبة.
سمعت الأستاذ الإِمَام أبا بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن فورك يَقُول
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute