للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٨٣- الليث بن نصر بن سيار الخراساني اللغوي النحوي١.

صاحب الخليل، أخذ عنه النحو واللغة، وأملى عليه ترتيب كتاب العين. ويقال: إن الخلل الواقع فيه من جهته.

فروى عن إسحاق بن راهويه قال: كان الليث رجلا صالحا، أخذ عن الخليل أصول كتاب العين، ومات الخليل قبل إتمامه، فأراد الليث إتمامه وتنفيقه باسم الخليل، فسمى لسانه الخليل، فإذا قال: "أخبرني الخليل"، فإنه يريد الخليل بن أحمد، وإذا قال: "قال الخليل"، فإنه يعني لسانه، فجاء في الكتاب خلل لذلك.

هكذا ذكره القفطي٢.

وفي طبقات ابن المعتز٣ ما يخالف هذا، فإنه قال: صنف الخليل العين لبعض الأمراء٤. فعني به ذلك الأمير عناية شديدة، وأكب على مطالعته، وكانت له حظية يحبها وتحبه٥ فاشتغل عنها بسبب غرامة بالعين، فحصل لها بذلك غيرة٦، فعمدت إليه فأحرقته بالنار، فجزع ذلك الأمير لذلك، وتأسف، ولم يكن للكتاب نسخة أخرى، وكان الخليل قد مات، فجمع الأمير من قدر عليه من العلماء، وأملى


١ ترجمته في إنباه الرواة ٣/ ٤٢ وبغية الوعاة ٢/ ٢٧٠ وطبقات العشراء لابن المعتز ص٣٨ ومعجم الأدباء ١٧/ ٤٣ والمزهر ١/ ٧٧.
واختلف في اسم أبيه وجده، فما ذكرنا رواية نسخة "ب" وهي توافق رواية إنباه الرواة والمزهر وطبقات ابن المعتز. وفي نسخة "أ" وإحدى روايات بغية الوعاة "الليث بن نصر بن يسار" والآخريان "الليث بن المظفر، والليث بن رافع بن نصر بن يسار".
٢ في إنباه الرواة ٣/ ٢٩٢.
٣ انظر طبقات الشعراء لابن المعتز ص٩٦-٩٩ والمزهر ١/ ٧٦ ففيهما كلام حول كتاب العين. كما وردت هذه الرواية في ترجمة الخليل بن أحمد الفراهيدي التي تقدمت برقم ١٢٥.
٤ في رواية ابن المعتز هو الليث بن نصر بن سيار صاحب هذه الترجمة.
٥ في رواية ابن المعتز هي ابنة عمه وهي سرية نبيلة موسرة.
٦ في رواية ابن المعتز أن غيرتها كانت من جارية فائقة الجمال، اشتراها الليث ووضعها في منزل صديق له ليتسرى بها.

<<  <   >  >>