للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بسيطة كل البساطة, ولا تعطينا في ذاتها معرفة لأي شيء موجود، لم أَرَ ضرورة لإحصائها هنا١.

١١- كيف نستطيع أن نعرف نفوسنا معرفة أوضح من معرفتنا لأجسامنا ٢؟:

ولكن لكي نعرف كيف أن معرفتنا لفكرنا سابقة على معرفتنا لجسمنا, وأنها أشد منها بداهة، بحيث إنه لو انعدم الجسم لكنا محقين في أن نذهب إلى أن ماهية الفكر لا تخلو من أن تكون موجودة بتمامها، ويجمل بنا أن نلاحظ أنه قد ظهر لنا بنور فطري مودع في نفوسنا أن العدم ليست له صفات ولا خواص, وأنه حيث ندرك بعض هذه الصفات هناك فلا بد من جوهر تعتمد عليه. وكذلك يظهرنا هذا النور عينه على أن معرفتنا للشيء أو للجوهر تكون أشمل بمقدار ما نستكشف فيه من صفات أوفر. ولكننا نقطع بأننا نلاحظ من الخواص في فكرنا ما يزيد بكثير على ما نلاحظ في أي شيء آخر مهما يكن، إذ ما من شيء يثيرنا إلى المعرفة من أي نوع إلا ويكون دفعه لنا على معرفة فكرنا أعظم وأوثق. مثال ذلك: أنني لو أقنعت نفسي بأن هنالك أرضا لأنني ألمسها وأراها، فيلزمني من باب أولى أن أكون مقتنعا بأن فكري كائن أو موجود، إذ إنني ربما ظننت أنني ألمس الأرض مع أنه قد لا يكون هنالك أرض على الإطلاق، ولأنه ليس من الممكن أن تكون إني، أي: نفسي، غير موجودة، بينما يكون لديها هذا الظن.

نستطيع أن نخلص إلى النتيجة عينها في جميع الأشياء الأخرى التي تعرض


١ سيوجه "ليبنتز" اللوم إلى ديكارت؛ لأنه لم يُعرف المعاني الأساسية في فلسفته، وسيشيد بالقاعدة التي جرى عليها "المدرسيون", وهي أنه لا ينبغي أن نتكلم عن شيء ما لم نضع له تعريفا "من تعليق دوراندان, هامش ص٥٧".
٢ "راجع: ديكارت, "التأملات", التأمل الثاني".

<<  <   >  >>