للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهؤلاء الأعداء لا يستندون إلى أي دليل، لأن العمل في الإسلام هو المعيار الصحيح لتقويم الأشخاص والأعمال، والأدلة من الكتاب والسنة على حث الإسلام على العمل كثيرة جداً، ذكرنا بعضها في غير هذا البحث١.

ثالثاً: ضرب الإسلام من الداخل، وهو يشبه في العمل العسكري تصفية قوات العدو بعد فرض الحصار عليها.

وأهم وسائل الغزو الفكري التي أُتبعت في ضرب الإسلام من الداخل هي:

١- إثارة الخلافات والنزاعات وتضخيمها بين المسلمين.

٢- محاولة إفساد المسلمين في عقيدتهم وأخلاقهم، وإغراقها في متاهات الشك، وقد وجدت الجذور لهذا الإفساد عندما دخل الإسلام من يريد هدمه، وتقويض أركانه من الداخل، ثم عندما ترجمت الكتب الفلسفية في العصر العباسي، وغزت الفكر الإسلامي بكثير من المنازع الفلسفية، والمذاهب الملحدة، في تفسيراتها للكون والمادة وما وراء الطبيعة، مما أدى إلى ظهور بعض المشككين الذين كانوا ينزعون في الشك منزع السوفسطائيين... ٢

والحق أنه طالما كانت العقيدة صحيحة في النفوس، والحفاظ عليها موجوداً فإن جهود الغزاة سوف تمضي مع أدراج الرياح.

٣-تجزئة المسلمين عن طريق إحياء العصبيات والقوميات الجاهلية.


١ الشيوعية وموقف الإسلام منها، ص١٧٨، والرأسمالية وموقف الإسلام منها، ص٤٦.
٢ السوفسطائية: فرقة ينكرون الحساب والبديهات وغيرها، الواحد سوفسطائي. انظر المعجم الوسيط، ١/٤٣٣.

<<  <   >  >>