للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الحضارية في بهرجة ذلك وتدعيمه، حتى لتعد وسائل الأمم والحضارات السابقة فنوناً ساذجة إذا قيست بما استخدمته- ولا تزال تستخدمه- الجاهلية المعاصرة من فنون المكر والخداع والتضليل، والتي تقف وراءها أجهزة مدربة عاتية لتأصيلها، وفلسفتها، والتخطيط لها، وإعداد برامجها ومناهجها، ومتابعتها بالتنفيذ والرصد والتعديل، والاحصاء والمقارنة والتحليل، حتى ليصدق عليهم تماماً ما وصف به الشاعر حافظ إبراهيم الاحتلال الإنجليزي:

لقد كان فينا الظلمُ فوضى فهُذبت ... حواشيه حتى بات ظُلماً منظما ١

وهذا الغزو المنظم المدروس يستخدم القصة، والتمثيلية، والمسرح، والسينما، والإذاعات بأنواعها، والكتب والمجلات، والصورة، والمقالة، حتى الطرائف والملح الشائعة لا يتأخر في استعمالها لكسب قضاياه، وتحقيق أهدافه، والوصول إلى ما يسمونه هم أنفسهم بعملية (غسيل المخ) ، و (زرع ذاكرة) جديدة في رؤوس الأجيال، لتنشأ على ولاء فكري ونفسي للغرب ومثله وحضارته٢.

أهم المخططات اليهودية:

وقد لخص هذه المخططات صاحب كتاب (الإسلام والدعوات الهدامة) ٣ وإليك أهم ماله صلة بكيد اليهود ضد الإسلام خاصة فمن ذلك:

- محاربة الأديان بصورة عامة، وبث روح الإلحاد والإباحية بين الشعوب.

- تدمير القوى البشرية ومعنويات الأمم، واستذلالها واستعبادها.


١ ديوان حافظ إبراهيم، ٢/٢٥.
٢ انظر الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام، ٣٩-٤٠.
٣ انظر الإسلام والدعوات الهدامة، أنور الجندي، ١٠٤ –١١١، بتصرف.

<<  <   >  >>