للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {بَارَكْنَا حَوْلَه لِنُرِيَهُ١ مِنْ آيَاتِنَا} ٢ على قراءة {لِيُرِيَه} ٣ بياء الغيبة، فإن فيه التفاتاً من التكلم إلى الغيبة ثم من الغيبة إلى التكلم.

ومن ههنا تبيّن فساد ما قيل: شرط الالتفات أن يكون التعبيران في [كلامين] ٤.


١ في (م) ليريه.
٢ من الآية (١) من سورة الإسراء، والآية بتمامها: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} . وهذه القراءة (ليريه وردت عن الحسن. انظر في ذلك:
- الكشاف: ٢/٤٣٧.
- البحر المحيط: ٧/١٠.
- الدرّ المصون ٧/٣٠٧.
وقد بيّن صاحب الدرٍّ المصون الالتفات فقال: "وقرأ الحسن (ليريه) بالياء من تحت، أي الله تعالى، وعلى هذه القراءة يكون في هذه الآية أربعة التفاتات، وذلك أنّه التفت أوّلاً من الغيبة في قوله {أسرى بعبده} إلى التكلم في قوله {باركنا} ثم التفت ثانياً من التكلم في {باركنا} إلى الغيبة في {ليريه} على هذه القراءة، ثم التفت من هذه الغيبة إلى التكلم في {آياتنا} ، ثم التفت رابعاً من هذا التكلم إلى الغيبة في قوله: {إنّه هو} على الصحيح في الضمير أنه لله..".
٣ في (د) : يريه.
٤ في النسختين: الكلامين. والصواب ما أثبتّه. انظر/ المطوّل: ١٣١.
والآية التي استشهد بها وهذا الشرط الذي ذكره لعله نقله بتصرف عن المطوّل، فقد ورد فيه: "ومن الناس من زاد الإخراج بعض ما ذكرنا قيداً وهو أن يكون التعبيران في كلامين، وهو غلط؛ لأنّ قوله تعالى: {باركنا حوله ليريه من آياتنا} فيمن قرأ بياء الغيبة فيه التفات من التكلم إلى الغيبة ثم من الغيبة إلى التكلم مع أن قوله {من آياتنا} ليس بكلام آخر بل هو من متعلقات ليريه ومتمماته" المطول: ١٣١.
وذكر د/نزيه عبد الحميد أنّ من شرط الالتفات: "أن يكون الالتفات في جملتين وقد صرح بذلك صاحب الكشاف وغيره" ثم قال: "والظاهر أنهم إنما يريدون بالجملتين الكلامين المستقلّين حتى يمتنع الالتفات بين الشروط وجوابه مثلاً ... وفي هذا الشرط نظر، فقد وقع في القرآن مواضع الالتفات فيها وقع في كلام واحد، وإن لم يكن بين جزأي الجملة" أسلوب الالتفات ١٣.

<<  <   >  >>