للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

على الشعر فيقول إن الاستعانة هي: أن يدخل في الكلام ما لا حاجة بالمستمع إليه ليصبح به نظماً أو وزناً ". كذلك تحدث عن التشبيه حديثاً طويلاً - ولعله من أسبق من أولى التشبيه مثل هذه الغاية التفصيلية (١) وبين أقسامه وجعلها أربعة: المفرط والمصيب والمقارب والبعيد الذي يحتاج إلى تفسير، واهتم بتشبيهات المحدثين خاصة فأورد منها طرائف، وميز أبا نواس باتساع المذهب في هذا الباب (٢) .

وقد يلحق بمفهوماته البلاغية حديثه عن الإيماء وتدل أمثلته عليه أنه يعني به الإشارات (٣) ؛ ولكنه ذو رأي نقدي طريف في العيب الذي يستطيع الحسن من حوله أن يغطي عليه: " وقد يضطر الشاعر المفلق والخطيب المصقع والكاتب البليغ فيقع في كلام أحدهم المعنى المستغلق واللفظ المستكره، فإن انعطفت عليه جنبتنا الكلام غطتا على عواره وسترتا من شينه " (٤) ، وهذا رأي لم يحسن صاحبه نفسه استغلاله، لان الكشف عن العيوب كان إحدى مهمات النقد الكبرى، وقد أدرك المبرد ما في رأيه هذا من ضعف فرد على نفسه بأنه يسلم أن الكلام القبيح يبدو أشد قبحاً إذا وقع بين الكلام الجميل من حوله، فليست المسالة مسالة خفاء، وإنما مردها إلى اغتفار القبح من أجل الجمال (٥) .


(١) الكامل ٣: ٣٢ - ٥٧، ١٢٨ - ١٥٤.
(٢) الكامل ٣: ١٣٤.
(٣) الكامل ١: ٢٧، ٢٨.
(٤) الكامل ١: ٢٧.
(٥) المصدر نفسه.

<<  <   >  >>