للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فاتحف بها ابا العلاء ابن زهر تقربا إليه، ولم يكن هذا الكتاب وقع إليه قبل ذلك، فلما تأمله ذمة واطرحه ولم يدخله خزانة كتبه (١) . وهاجرت إلى الأندلس ايضا كتب الفارابي وديوان المتنبي ومقامات الحريري ورسائل البديع والخوارزمي وخطب ابن نباتة وكتب الثعالبي وخاصة اليتيمة. ولما عاد عبد الملك بن زهر إلى المشرق جلب معه دواوين من فنون العلم (٢) . اما كتب المعري التي وصلت الأندلس فقد دون ابن عبد الغفور ثبتا لها في كتابه " احكام صنعة الكلام " وعد منها: كتاب القائف، وكتاب الصاهل والشاحج، وشرحه المسمى " لسان الصاهل "، والفصول والغايات، والسجع السلطاني، وخطبة الفصيح وشرحه. ومن الرسائل: رسالة الغفران ورسالة الفلاحة ورسالة الجن ورسالة النكاح ورسالة الأغريض ورسالة المنيح. ومن الشعر: سقط الزند وشرحه المسمى " ضوء السقط " واللزوميات وكتاب الاستغفار وكتاب جامع الأوزان وذكرى حبيب. وأخبرنا ابن عبد الغفور انه لم ير شرح ابي العلاء على ديوان ابي الطيب " إلى غير ذلك من التواليف التي لم تصل الينا، ولا ورد ذكرها علينا " (٣) .

ودخلت المغرب والأندلس بعض كتب الغزالي، ثم تعرضت للحرق ايام علي بن تاشفين ثاني خلفاء المرابطين. وتقدم بالوعيد الشديد من سفك الدم واستئصال المال إلى من وجد عنده شيء منها (٤) وأحرقها ابن حمدين بقرطبة. واستفتي في الأمر الفقيه أبو الحسن البرجي فأفتى بتأديب


(١) المصدر نفسه ٣: ١٠٦.
(٢) الذيل والتكملة (ترجمة عبد الملك بن زهر) وفي النسخة بياض بعد لفظة " ومنها ".
(٣) أحكام صنعة الكلام: ١٣٢ - ١٣٩ وتعريف القدماء: ٤٥٣.
(٤) المعجب: ١١١.

<<  <   >  >>