إنما أفرد الشاعر حيت تصدى لدراسة الحالة الاجتماعية عن الكاتب، لأن الكاتب في الغالب كان " رجل دولة " أي لم تتمثل في حياته " العقدة السياسية " مثلما تمثلت في حياة الشاعر. وقد اتصلت حياة الشعر العربي منذ امرئ القيس بمشكلة العلاقة بين الشاعر والحياة السياسية، وتحطم على صخرة هذه المشكلة كثير من الشعراء في المشرق، وكانت هذه " العقدة " وراء كثير من المظاهر الشعرية والأدبية. أما في الأندلس فيبدو انها حلت على نحو ما، إذ كان وصول الشاعر إلى المشاركة في توجيه السياسة ببلده أمرا مألوفا، ومما ساعد على ذلك كون بعض الأمراء شعراء يحبون الشعر ويقدرونه ويؤمنون بأنه مقياس للكفاءة وليس هذا المجال صالحا للحديث عن أثر هذه النظرة في الحياة السياسية بالأندلس، ولكن لا ريب في أن " الطبيعة الشعرية " كانت ذات أثر في نوعية الحياة السياسية في البلاد الأندلسية وبخاصة في عصر ملوك الطوائف. فإن التخلي عن العاطفة الحارة في توجيه العلاقات الفردية والاجتماعية ليس امرا ميسورا دائما وقد التبست سياسة ذلك العصر بشيء من العواطف