١ - بنو زيري الصنهاجيون في غرناطة ومالقة: نظم هذه الامارة حبوس ابن ماكسن، وكون لها جيشا، وعقد بينه وبين الأمراء جيرابه روابط المودة، وحاول شيئا من التوسع فاستولى على قبره وجيان، وخلفه ابنه باديس فكانت بينه وبين زهير العامري صاحب المرية حرب، قتل فيها زهير وكاتبه ابن عباس، ثم مد نظره إلى ما في يد بني حمود، وكانوا قد ضعفوا فاستولى على مالقة، وهنا اصطدم بابن عباد في نزاع من أجل الفوز بتلك المدينة، فكان النصر له على عباد وقد طال حكم باديس والقى شئون الدولة إلى وزيره اليهودي ابن النغرالة، وإلى نفوذ النساء في القصر، حتى ساءت الحال، وثار أهل غرناطة باليهود فقتلوا منهم مقتلة. ولما توفي باديس خلفه حفيده عبد الله بن بلقين صاحب المذكرات، وتجددت المنافسة بينه وبين ابن عباد إلى أن سقطت طليطلة في يد الفونسو السادس (الاذفونش) ملك قشتاله، واتفق أمراء الأندلس على الاستعانة بالمرابطين. وكان المرابطون هم الذين ازالوا عبد الله عن ملكه (٤٨٤) .
٢ - بنو الأفطس أصحاب بطليموس (وقد انتسبوا إلى قبيلة تجيب العربية، ولكن الثابت انهم من البربر) كانت مملكتهم واسعة، اشتبك صاحبها من جهة مع بني عباد في معارك متعددة، ومع بني ذي النون من جهة اخرى، ومن اشهر رجالها محمد بن الأفطس الملقب بالمظفر (٤٦١) الذي وقف ضد فرناندو (فردينايد الأول) ملك قشتالة. وأخيرا وافق على ان يدفع الجزية لذلك الملط، ومنهم المتوكل ابن الأفطس الذي شهدت المملكة في عهده شيئا من الاستقرار، إلى إن أزال المرابطون دولته.