للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لها دور في التاريخ الأندلسي بعد انقضاء الدولة الأموية مثل: بني رزين وبني ذي النون وبني مضا وبني عميرة ومنهم بنو الزجالي الذين تميزوا أيام الحكم الأموي وغيرهم (١) .

٢

- وفي عهد الخلافة الأموية ظل ما نسميه " سيادة قرطبة " شيئا نسبيا، لان الحكام لم يستطيعوا ان يضبطوا جميع الجهات الأندلسية ولا انتهت بهم الحروب الخارجية إلى استقرار، ولذلك كانت تلك السيادة تنبسط حينا على رقعة واسعة ويتقلص ظلها حينا آخر. واذا كان عهد الولاة قد مضى في توسيع الحدود وفي الحروب القائمة على العصبيات فان عهد الدولة الأموية شغل كثيرا بتثبيت الحدود وبالقضاء على الفتن التي يثيرها الطامحون في الداخل. وقد جاء كثير من الثائرين من المولدين والمسالمة، كما تجددت العصبية بين العرب والمولدين. وفي أيام الأمير عبد الله كانت الأحوال تنذر بتفكك الأندلس إلى دويلات صغيرة، إذ نجم الثوار وذر قرن العصبية في كثير من النواحي. وقد بقيت قطعة من كتاب المقتبس لابن خاصة بحكم الأمير عبد الله تصور هذه الناحية من إسهاب (٢) . فثار من المولدين عبد الرحمن بن الجليقي واتخذ بطليموس دار مملكته وكان يدعو لعصبية المولدين على العرب، واقتعد بكر بن يحيى بن بكر مدينة شنت مرية بكورة أشكونية يدعو بمثل دعوة ابن الجليقي وكان جده زدلف عجميا، وثار محمد من بني قسي المولدين أمراء الثغر وبلغ به الحال ان تملك طليطلة. وثار كذلك السرنباقي صاحب ابن الجليقي ونظيره في التمرد؛ وكان أشد الثوار شوكة عمر


(١) من شاء التوسيع في دراسة الحياة الاجتماعية في عصر الولاة فليراجع كتاب " فجر الأندلس " للدكتور حسين مؤنس، فهو المؤرخ الحجة في التاريخ الأندلسي.
(٢) أنظر ثبت المراجع.

<<  <   >  >>