للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عبد الله فذكر ابن عبد ربه ثم قال: وكان المصلي في حلبة الشعراء أيام الأمير عبد ربه بعد احمد بن عبد ربه، عبيد الله بعد احمد بن عبد ربه، عبيد الله بن يحيى بن إدريس الخالدي أحد بيوتات الشرف الموالين في هذه الدولة المروانية، وكان من سراة الناس وأدبائهم وعلمائهم، مال به طبيعه إلى صوغ القريض فأبدع فيه جدا، وجارى ابن عبد ربه فلم يبعد عن تجويده وكان يعارضه كثيرا في حسان قصائده ولا يقصر عن مداه (١) . وأدرك عبيد الله هذا عهد الناصر والحكم وله شعر كثير لم يصلنا. وعد ابن حيان أيضاً القلفاط وابن قلزم ومقدم بن معافي القبري وقاسم بن عبد الواحد العجلي وسعيد ابن عبد ربه وإسحاق المنادي وزيد بن ربيع الحجري وعفير بن مسعود راوية شعر عباس بن ناصح وغيرهم. واكثر هؤلاء أدرك عصر الخلافة أيضاً.

الطبقة الثالثة: شعراء عصر الخلافة (٣٠٠ - ٣٦٦) وهم الذين علا نجمهم أيام الناصر والمستنصر. في هذا العصر كان يعيش احمد بن فرج الجياني صاحب كتاب الحدائق، وقد ذكر في كتابه هذا مختارات لمعاصريه ولمن كان قبلهم. ويمكن ان نستعيد جزءا من هذا الكتاب المفقود مما استخلصه منه الحميدي في الجذوة وابن سعيد في المغرب وابن الأبار في الحلة السيراء. وقد صرح الحميدي بنقله عن " الحدائق " في اكثر من تسع عشرة مرة في كتابه. ومن الشعراء الذين ذكرهم من عاش في زمن الناصر والمستنصر أخوان لأحمد بن فرج نفسه، وعبيد الله بن يحيى بن إدريس المتقدم الذكر، وعبيد الله بن إسماعيل بن بدر وإسماعيل بن بدر وإدريس بن الهيثم ومحمد بن قاسم بن وهب ومحمد بن قادم ومحمد ابن مسرور وألمه ماله (أي ذو النفس الرديئة) ومقدم بن معافي القبري. ومن يراجع ما أورده الثعالبي في اليتيمة من مختارات غزلية للشعراء الأندلسيين يدرك صلة هذه المختارات وصلة الشعراء الذين ذكرهم الثعالبي


(١) المقتبس: ٤٤

<<  <   >  >>