للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد قال الحميدي انه كثير الشعر ولكن لم يصلنا الا مقطعات قليلة منه وأقل ما تبقى من شعره هو الهجاء، فنه الذي كان فيه ظاهرا على معاصريه من الشعراء، ووردت له مقطعات في الغزل لان ابن فرج ذكره في الحدائق وأورد له أمثلة من شعره الغزلي. وذكر له ابن حيان في المقتبس قطعة من الغزل بالمذكر (١) . ومن أصدق شعره تصويرا لحاله قطعة يصور فيها نظرة الناس إليه واستثقالهم له وتحاميهم لقائه وفيها يقول (٢) :

إنما أزرى بقدري أنني ... لست من بابه أهل البلد

ليس منهم غير ذي مقلية ... لذوي الألباب أو ذي حسد

يتحامون لقائي مثلما ... يتحامون لقاء الأسد

طلعتي أثقل في أعينهم ... وعلى أنفسهم من أحد

لو رأوني قعر بحر لم يكن ... أحد يأخذ منهم بيدي وكان الأمر شبيها بما قال. وهو والقلفاظ مثلان من أمثلة الشعراء المؤدبين، وصورتان من صور الهجاء في هذا العصر.


(١) المقتبس: ١٣٨
(٢) اليتيمة ١: ٣٧٢

<<  <   >  >>