للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وحاش للخيل أن تزهى علي بها ... والبيض والسمر أن تحظى بها دوني

وربما كنت أمضي في مكارهها ... قدما وأثبت في أهوالها الجون

لكن سهام من الأقدار ما برحت ... على مراصد ذاك الماء ترميني فما هي سهام الأقدار التي كانت تحول بينه وبين المشاركة في الحرب، أكان لديه جز جسماني عن ذلك، اكبر الظن ان هذا هو الذي يعنيه، وإلا فانه كان أحيانا يصاحب المنصور إلى الغزو، دون ان يكون في المحاربين، ونراه في غزوة شنت ياقب (٣٩٢) مع المنصور، ثم يكتب رسالة إلى هشام المؤيد ليخبره بالفتح، ويذكر الوقعة ويصف الكنيسة وصفا دقيقا، ويقول صاحب الروض المعطار (١) ان له في هذه الوقعة قصيدة مشهورة ولكنها؟ فيما يبدو - لم تصل مع ما وصلنا من شعره.

ومن مدائحه في المنصور أيضاً (٢) :

أصخ نحوي لدعوة مستقيل ... ينادي من غيابات الخمول

رهينة كل هم مستكن ... ونهزة كل خطب مستطيل ومن الغريب ان يجدد فيها القول بأنه مهمل ملقى في غيابات الخمول، ويعود إلى النغمة القديمة من طلب الرضى:

لعل رضاك يا منصور يوما ... يحل بساحتي عما قليل وان كان يبدو من النغمة العامة في هذه القصيدة أنها جاءت قبل تحقق الرضى، وربما كانت من أوائل قصائده في المنصور، قبل إدراج اسمه في ديوان العطاء. وتحدثنا بعض الروايات أن المنصور هو الذي طلب إليه ان يعارض قصيدة أبي نواس الرائية في مدح الخصيب (٣) ، ويهمنا منها في هذا المقام انه ما يزال يلح على صاحبه ان يمنحه كل ثقته،


(١) الروض المعطار: ١١٦
(٢) اليتيمة ١: ٤٤٠
(٣) ابن خلكان: (الترجمة رقم: ٥٥)

<<  <   >  >>