تناشدني عهد المودة والهوى ... وفي المهد مبغوم النداء صغير
عيي بمرجوع الخطاب ولفظة ... بموقع أهواء النفوس خبير
تبوأ ممنوع القلوب ومهدت ... له أذرع محفوفة ونحور
فكل مفداة الترائب مرضع ... وكل محياة المحاسن ظير
عصيت شفيع النفس فيه وقادني ... رواح بتدآب السرى وبكور ثم اصبح موضوع الأطفال بعد النكبة؟ كما قدمت - هو المحرك العاطفي في شعره إلى جانب هذا تعلقه بالتنجيم وزجر الطالع، كما ان صوره في الطبيعة وهي صور عرضية لا تختلف كثيرا عن سائر هذا اللون من الصور في الشعر الأندلسي، فمن أمثلة ذلك مما كان يعجب الذوق الأندلسي قوله:
لمعاقل من سوسن قد شيدت ... أيدي الربيع بناءها فوق القضب
شرفاتها من فضة وحماتها ... حول الأمير لهم سيوف من ذهب فمزج الطبيعة ومنظر الحرب في تصويره. غير انه ليس فيما تبقى من شعره ما ينقل الينا شيئا من نظرته إلى الحياة في أحوال هدوئه ورضاه، فهو دائما ثائر منفعل أو مضطرب باك حتى في استبشاره، والجلبة في شعره قد تقلل من قيمة الأثر الثقافي فيه، فهو وان حاول العمق أقرب إلى ابن هانيء منه إلى أبي تمام لو المتنبي.