للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

النثر الأندلسي في هذا العصر

كانت لفظة الكاتب في الأندلس تطلق على طبقتين من الناس: كتاب الرسائل وكتاب الزمام. أما كاتب الرسائل " فله حظ في القلوب والعيون عند أهل الأندلس وأشرف أسمائه الكاتب وبهذه السمة يخصه من يعظمه في رسالة، وأهل الأندلس كثيرو الانتقاد على صاحب هذه السمة، لا يكادون يغفلون عن عثراته لحظة، فان كان ناقصا عن درجات الكمال لم ينفعه جاهه ولا مكانه من سلطانه من تسلط الألسن في المحافل والطعن عليه وعلى صاحبه ". وأما كاتب الزمام فهو المسئول عن شئون الخراج (١) . وهذا الكلام عن الكتابة ينطبق على عهد متأخر ولكن الحال ربما لم يختلف كثيرا عن ذلك في عهد بني أمية.

وهناك أيضاً من يسمى الكاتب الخاص، ولدى كل أمير مثل هذا الكاتب كما ان هيئة الكتابة عامة يطلق عليها " الكتابة العليا " (٢) .

وجودة الخط أمر مشترك بين كتاب الإنشاء وكتاب الزمام، وكان المنصور بن أبي عامر يتشدد في النص على جودة الخط حتى لقد أصدر عهدا يوبخ فيه العمال لاستكتابهم الجهلة الذين لم يبلغوا ان يحكموا الخط ويميزوا أنواع الرق والمداد، وهدد المنصور بان من كتب كتاب اعتراض


(١) النفح ١: ١٠٢ - ١٠٣
(٢) الحلة: ١٩٢

<<  <   >  >>