للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أو عمل في رق ردي أو بمداد دني أو خط خفي فيه لحن أو بشر فانه معزول ومطالبه باطلة وسيغرم المال الذي ذكره في ذلك القنداق (١) ، وهذا التشدد يوحي بالخوف من الخطأ والبشر في المسائل الخراجية.

وهكذا فان من يلحقهم اسم كاتب في هذا العصر كثيرون جدا، ولكن الكتابة الإنشائية الفنية المستقلة غير واضحة إلا في أواخر هذا العصر لان الكتابة الديوانية قد غلبت عليها، وكان هذا النوع من الكتابة هو ميدان فرسان البلاغة حينئذ. وكم نسمع ان هذا أو ذاك كاتب بليغ مثل يوسف بن سليمان الكاتب فانه كاتبا بليغا عالما بحدود الكتابة بصيرا بأعمالها (٢) والرازي كان كاتبا بليغا (٣) وأبو عبد الله محمد بن عبد الرؤوف كان بليغا مترسلا (٤) ، ولكنا لا نملك شواهد ذلك كله، فقد ضاعت الكتب التي الفت في كتاب تلك الفترة مثل: طبقات الكتاب بالأندلس للافشتين كتاب آخر لسكن بن سعيد وكتاب ثالث لعبيديس الجياني بعنوان " اللفظ المختلس من بلاغة الكتاب بالأندلس " وكلها الفت في دور مبكر. ولذلك خفيت علينا صورة الكتابة الاخوانية والرسائل المستقلة فيما خلا خبرا عن رسالة لابن الجرز ألفها في مناقصة رسالة اليتيمة لعبد الله بن المقفع (٥) ، غير ان وجود مثل هذه الكتب التي تعرض للكتاب والكتابة الأندلسية يدل على اهتمام بالكتابة وتقدير لها وربما دل أيضا على وفرتها.

وتدل الكتابة الرسمية في هذه المرحلة على تفصيل الإيجاز والقصد في التعبير وإيثار المعنى، وأصحاب التوقيعات المقتضبة هم المشهود لهم


(١) الذخيرة ١/١: ٨٧
(٢) طبقات الزبيدي: ٣٢٠
(٣) المصدر نفسه: ٣٢٧
(٤) المصدر نفسه: ٣٣٤
(٥) طبقات الزبيدي: ٣٢٦

<<  <   >  >>