للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والمتقدمين " فسبيلهم غير سبيلنا وقد كثرت الأخبار عنهم، وما مذهبي أن أنضي مطية سواي ولا أتحلى بحلي مستعار ".

وقسم ابن حزم رسالته هذه على ثلاثين بابا:

عشرة منها في أصول الحب، كعلاماته والحب في النوم والحب بالوصف والحب من نظرة واحدة والتعريض بالقول والإشارة بالعين والمراسلة بالكتاب والسفير؟ وفي هذا الترتيب نلمح التدرج من أخف أصول الحب - كالحب في النوم - إلى أقواها صلة في الواقع، ثم كيف يتدرج من التعريض إلى الإشارة إلى المراسلة إلى السفارة.

إثنا عشر في اعراض الحب وصفاته محمودها ومذمومها؟ وهو يقرن كل صفة بما يناقضها فإذا تحدث عن كتمان السر شفعه بالحديث عن الكشف والإذاعة وإذا تحدث عن الطاعة ألحقها بالكلام في المخالفة وشفع الوفاء بالحديث عن الغدر وهكذا.

ستة أبواب في الآفات الداخلة على الحب وهي العاذل والرقيب والواشي؟ هؤلاء كلهم ذوات - ثم الهجر والبين والسلو - ومرة أخرى نجد هذا التدرج المتصاعد في تصوير هذه الآفات.

خاتمة في بابين تحدث فيهما عن قبح المعصية وعن فضل التعفف لكي يقرن الحب بروح التدين ويكون كلامه فيه داخلا في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فالرسالة من حيث البناء، ولكن ابن حزم يوسع فيها من مدلول الحب، وفي معرض الاستشهاد يقص قصصا عن الصداقة مثلا، وقد يحكي في بعض الأحايين من الأدب المكشوف، وهي قليلة في الكتاب، ثم هو يبالغ في استطراف شعره، وربطه بالأحداث التي يقصها، وفي كثير من الأحيان لا يكون شعره إلا كلاما منظوما

<<  <   >  >>