للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد عبده ورسوله وعلى أصحابه الأكرمين، وأزواجه امهات المؤمنين، وذريته الفاضلين الطيبين.

١ - أما بعد يا أخي يا أبا بكر (١) سلام عليك، سلام أخ مشوق طالت بينه وبينك الأميال والفراسخ، وكثرت الأيام والليالي، ثم لقيك في حال سفر ونقلة، ووادك في خلال جولة ورحلة، فلم يقض من محاورتك أربا، ولا بلغ في مجاورتك مطلبا، واني لما احتللت بك، وجالت يدي في مكنون كتبك، ومضمون دواوينك، لمحت عيني في تضاعيفها درجا فتأمله، فإذا فيه خطاب لبعض الكتاب من مصاقبينا (٢) في الدار، أهل افريقية، ثم ممن ضمته حضرة قيروانهم، إلى رجل أندلسي لم يعينه باسمه، ولا ذكره بنسبه (٣) ، يذكر له فيها ان


(١) هو أبو بكر محمد بن إسحاق صديق ابن حزم، والمتنقل معه في الأندلس، والمعتقل معه على يد خيران، (انظر الجذوة: ٤٢ وطوق الحمامة في صفحات متفرقة) .
(٢) النفح: مصافينا
(٣) هذا عجيب فقد صرح ابن بسام أن أبا علي بن الربيب القروي كتب إلى أبي المغيرة بن حزم رسالة بهذا المعنى وان أبا المغيرة رد عليه برسالة أطال فيها القول وختمها بذكر جملة من تواليف أهل الأندلس. الذخيرة ١/١: ١١١ - ١١٦، وهذا هو عين ما قاله صاحب النفح ٢: ٧٦٦.

<<  <   >  >>