للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١٠ - وفي تفسير القرآن: كتاب أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد (١) فهو الكتاب الذي أقطع قطعا لا استثني فيه أنه لم يؤلف في الإسلام تفسير مثله، ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره. ومنها في الحديث مصنفه الكبير الذي رتبه على أسماء الصحابة رضي الله عنهم، فروى فيه عن ألف وثلاثمائة صاحب ونيف. ثم رتب حديث كل صاحب على أسماء الفقه وأبواب الاحكام، فهو مصنف ومسند، وما أعلم هذه الرتبة لأحد قبله، مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث وجودة شيوخه، فانه روى عن مائتي رجل و٨٤ رجلا ليس فيهم عشرة ضعفاء، وسائرهم أعلام مشاهير. ومنها مصنفه في فضل (٢) الصحابة والتابعين ومن دونهم، الذي أربى فيه على مصنف أبي بكر بن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق بن همام ومصنف سعيد بن منصور وغيرها، وانتظم علما عظيما، لم يقع في شيء من هذه، فصارت تآليف هذا الإمام الفاضل قواعد للإسلام لا نظير لها. وكان متخيرا لا يقلد أحدا، وكان ذا خاصة من احمد بن حمبل رضي الله عنه. ومنها في أحكام القرآن: كتاب ابن آمنة الحجازي (٣) ، وكان شافعي المذهب بصيرا بالكلام على اختياره، وكتاب القاضي أبي الحكم منذر ابن سعيد (٤) وكان داودي المذهب، قويا على الانتصار له، وكلاهما في احكام القرآن غاية، ولمنذر مصنفات: منها " كتاب الإبانة عن حقائق أصول الديانة ". ومنها في الحديث: مصنف أبي محمد قاسم


(١) الجذوة: ١٦٧ وهو ينقل النص الموجود هنا، وانظر ترجمته في الصلة ١: ١١٨
(٢) الجذوة: فتاوى.
(٣) في النفح: ابن أمية، والتصحيح عن الجذوة: ٣٨٠
(٤) كان قاضي الجماعة في حياة الحكم المستنصر، وهو خطيب الأندلس وفقيهها، انظر الجذوة: ٣٢٦، وطبقات الزبيدي: ٣١٩، وابن الفرضي ٢: ١٤٢. ومن مصنفاته: الانباه على استنباط الاحكام من كتاب الله.

<<  <   >  >>