للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أنفسهم مثلا إلى شعر الطبيعة لاستغنوا عن مناظرات ابن الرومي وتشبيهات ابن المعتز الجامدة، ولاستوحوا بيئتهم في وصف الخمر، وهكذا.

مجمل خصائص الشعر في هذه الفترة

غير ان الأدب الأندلسي، قبل كل شيء، وليد البيئة الأندلسية، عنها تكون وتبلور وبها تعلق، وعليها دار، فإذا عز تبين الشخصية الأندلسية فيه، فما ذلك إلا لأن المتكأ الحضاري له كان مشابها للمتكأ الحضاري للأدب المشرقي، وهذه حقيقة كبرى تقرب بين الأدبين، تقريبا يكاد يطمس كثيرا من الفروق، أو يحجبها عن أعيننا. ويمكننا ان نجمل خصائص الشعر ومميزاته في الأمور الآتية:

١ - ظل الشعر في شكله العام طوال الفترة الأموية جافيا غير مصقول، يفقد كثيرا من الحلاوة التي يحسها القارئ في موسيقى الشعر المشرقي الجيد.

٢ - لم يتصل بثقافة عميقة لأن النهضة العلمية فيه لم تعش طويلا ولم تعمق جذورها في البيئة الأندلسية ولذلك ظلت السطحية تغلب على معانيه وموضوعاته التي يعالجها.

٣ - حاول ان يعمق الصورة؟ مقتفيا خطى أبي تمام - وقد نجح بعض الشيء ولكنه في كثير من الأحيان خرج بها إلى الإحالة.

٤ - اتكأ على نماذج من الأدب المشرقي - في أحوال كثيرة - فشغل بالمحاكاة عن الإنتاج الأصيل المبتكر.

<<  <   >  >>