للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أهم ثمرات تدين الملك عبد العزيز - رحمه الله - أخذه بمبدأ الشورى، فلا يعرف الاستقلال بالرأي، ولكن كانت المشورة الدائمة والاسترشاد بآراء العلماء دأبه ومنهجه١.

الأمر الثاني: عناية الملك عبد العزيز بإقام الصلاة:

سبق أنَّ (إقام الصلاة) قدر زائد على الإتيان بهيئاتها الظاهرة، وأنَّ من (إقام الصلاة) وتوفية حقها النهي عن التساهل فيها، أو تركها، وهذا سيأتي في الكلام عن الدعامتين الثالثة والرابعة.

كما أنَّ من (إقام الصلاة) العناية بمواضعها التي أمر الله أن تقام فيها.

وأنَّ من (إقام الصلاة) تعيين الأئمة الذين يعلمون ما تصح به الصلاة، كما أنَّ من إقامتها كل ما يدعو إلى الاطمئنان والخشوع فيها الذي هو لب الصلاة وروحها. كتهوية المساجد، وفرشها، وتنظيفها، وغير ذلك مِمَّا يساعد على الخشوع وحضور القلب.

وهذا يدعونا إلى بيان جهود الملك عبد العزيز رحمه الله في هذه الأمور مرتبةً، فنقول وبالله التوفيق:

أولاً: جهوده في بناء المساجد:

المساجد جمع مسجَد - بفتح الجيم وكسرها - فالمسجَد - بالفتح - الجهة من الوجه، حيث تكون ندب السجود. والمساجِدُ من بدن الإنسان الأعضاء التي يسجد عليها، وهي: الجبهة، والأنف، والبدن، والركبتان والقدمان.

والمسجِدُ: بالكسر، كل موضع يتعبَّد فيه المسلمون بالصلاة٢. يشهد لذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "جُعِلَت لي الأرض مسجداً وطهوراً" ٣


١ الدعوة في عهد الملك عبد العزيز ١/٦٥
٢ لسان العرب / مادة (سجد) ٣/٢٠٤
٣ رواه البخاري، كتاب التيمم ١/٤٣٦، مع فتح الباري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

<<  <   >  >>