للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معنى: لهدِّمَت: لَخُرِّبَت باستيلاء أهل الشرك على أهل الملل.

والصوامع: صوامع الرهبان. وقيل: صوامع الصابئين.

والبيع: جمع بيعة، وهي كنيسة النصارى.

والصلوات: هي كنائس اليهود.

والمساجد: هي مساجد المسلمين.

والمعنى: لولا ما شرعه الله للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء لاستولى أهل الشرك، وذهبت مواضع العبادة من الأرض١.

قال ابن كثير٢ - رحمه الله -: "أي لولا أنَّه يدفع بقومٍ عن قوم، ويكف شرور أناس عن غيرهم بما يخلقه ويقدره من الأسباب، لفسدت الأرض، ولأهلك القويُّ الضعيفَ"٣.

وقيل: لولا هذا الدفع لهدِّمَت في زمن موسى -عليه السلام- الكنائسُ. وفي زمن عيسى -عليه السلام- الصوامِعُ والبِيَعُ. وفي زمن محمَّد صلى الله عليه وسلم المسَاجِدُ.

وقيل: لولا دفع الله ظُلْمَ الظَّلَمة بعدل الولاة٤.

وحمل الآية على العموم أولى؛ لأنَّ التخصيص لم يقم عليه دليل.

- والآية فيها تحريض على القتال المأذون فيه قبل، وأنَّه تعالى أجرى العادة بذلك في الأمم الماضية بأن ينتظم به الأمر، وتقوم الشرائع، وتصان المتعبدات من الهدم، وأهلها من القتل والشتات.


١ فتح القدير ٣/٤٥٧
٢ هو: إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن درع. الحافظ، عماد الدين أبو الفداء، ولد سنة ٧٠١هـ، وتوفي سنة ٧٧٤هـ، له عِدَّة مؤلفات منها: التفسير، والبداية والنهاية، والأحكام على أبواب الفقه، وغيرها. طبقات المفسرين للداودي ١/١١١-١١٣، الدرر الكامنة ١/٣٩٩.
٣ ابن كثير ٣/٢٢٦.
٤ ابن كثير ٣/٢٢٦.

<<  <   >  >>