سنة ٤٤١:فيها وصل أمير الأمراء أبو الفضل رفق، خادم كان على المطالب بمصر، في عسكر عظيم ومضى إلى حلب ونزل في منزل الجف، فقيل إن الكلبيين داهنوا عليه، فأشير عليه أن يقبض على أمراء طيء فلم يفعل، فأشير عليه أن ينشئ سجلاً عن السلطان بإيقاع معز الدولة الشام فما فعل، فلما رآه أمراء العسكر لا يقبل منهم انهزموا مع العسكر، وانهزم العسكر لما رأى رحيل أكثره، وأتوه أهل حلب وبنو كلاب فأخذوه، وضرب على رأسه فشجَّ فمات بعد مدة في القلعة؟
وحدثني أبي قال: سمعت أن الخادم هذا لما أطلع إلى قلعة حلب استعظموا خلقه وطوله، فكان بعض الفراشين يخدمه ويكرمه، فوهبه يوماً سراويلاً من سراويلاته دبيقية ففصلها الفراش له ثوبين وسراويل أو سروالين وثوب كما قال. ومات فدفن في مسجد الجف، وأخذ من العسكر شيء عظيم من الأموال والآلات والدواب وغير ذلك؟
ومضيت أنا إلى حلب في سنة سبع وعشرين وخمسمائة فرأيت مسجداً غير مسجد الجف فشربنا منه فقلت: ما هذا؟ فقالوا: هذا مسجد الخادم رفق.