للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها وسار حتى دخل الموصل وأخذ وخابشا ابن السلطان الذي قتل نصير الدين جقر بن يعقوب فقتله بدم نصير الدين.

٣ - (١)

فلما كان في سنة أربعين وخمسمائة نزل أتابك زنكي على قلعة جعبر بالمرج الشرقي تحت القلعة يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجة، فأقام عليها إلى ليلة الأحد سادس ربيع الآخر نصف الليل من ستة إحدى وأربعين وخمسمائة، فقتله يرنقش الخادم، كان تهدده بالنهار فخاف منه فقتله في الليل في فراشه، وجاء إلى تحت القلعة فنادى أهل القلعة: شيلوني فقد قتلت السلطان، فقالوا له: إذهب إلى لعنة الله، فقد قتلت المسلمين كلهم بقتله. وافترقت العساكر فأخذ أولاد الداية نور الدين محمود الملك العادل بن عماد الدين زنكي وطلبوا حلب والشام فملكها، وسار أجناد الموصل بسيف الدين غازي إلى الموصل وأعمالها فملكها وملك الجزيرة، وبقي عماد الدين أتابك زنكي وحده، فخرج إليه أهل الرافقة فغسلو بقحف جرة ودفنوه على باب مشهد الإمام عليّ عليه السلام في جوار الشهداء من الصحابة، وبنى بنوه عليه قبة فهي باقية حتى الآن (٢) .

٤ - (٣)

حدثني الشيخ أبو الحسن عليّ بن عمر السعردي رحمه الله قال: انقطع الشيخ أبو الفتح البغدادي [أحمد بن أبي الوفاء بن عبد الرحمن] عن المدرسة بحران شهراً بسبب مرض أصابه، فحمل إليه قيم المدرسة واجب الشهر، فقال له الشيخ: يا ابني ما ألقيت في هذا الشهر درساً، ولا لي فيه واجب، ردها إلى


(١) بغية الطلب ٧: ٢١٤ وسويم: ٢٦٨.
(٢) علق ابن العديم على ذلك بقوله: كذا قال أبو المحاسن، وإنما دفن أولاً داخل مشهد علي رضي الله عنه، قريباً من الباب ثم نقل من ذلك الموضع إلى جوار الشهداء.
(٣) بغية الطلب ٢: ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>