للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل، فأنشده البيت المذكور، وفى تلك الليلة نفسها كانت وفاته بواسط، أي عام ٤٣٧ (١) .

ويقول الذهبي إنه كان من الشعراء المذكورين (٢) ولكن المصادر التي أوردت بعض أخباره لم تورد له شعرا، وإنما عرف بشيئين: رسائله وكتابه " المفاوضة " وفي المفاوضة نفسه شذرات من ترسله، ولكن توليه ديوان الرسائل يفترض أنه كانت له رسائل جمعت على حدة.

أما كتاب " المفاوضة " فقد ألفه لخسرو فيروز الملقب بالملك العزيز أبي منصور بن أبي طاهر جلال الدولة، وكان يلي إمرة واسط نيابة عن أبيه، كما كان هو نفسه شاعرا بارعا في الأدب (٣) . ويقول ابن خلكان إن الكتاب يقع فى ثلاثين كراسة وأنه من الكتب الممتعة وأنه اعتمد فى تأليفه على تدوين مشاهداته (٤) ، أما أنه من الكتب الممتعة فذلك أمر واضح في المادة التي بقيت لدينا من الكتاب، وأما أنه اعتمد في تأليفه على مشاهداته، فإن كانت المشاهدة هنا تعني الرواية المباشرة فذلك أيضا صحيح.

ويعني ب " المفاوضة " الأخذ والرد، محاورة، أو مكاتبة أو رواية، وعنوان الكتاب يمكن أن يقرن ب " المقابسات " للتوحيدي على اختلاف في الموضوع، فهو ليس محاورات فكرية، وإنما هو في مجمله ذو طابع أدبي، ويمكن أن يقرن


(١) ابن خلكان ٣: ١٩٢ هذا وقد بسط ياقوت بعض الشيء ترجمته في معجم الأدباء (مخطوطة كوبريللي) وذكره ابن خلكان في ترجمة أخيه ٣: ٢٢٢ وكذلك فعل الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٧: ٤٣٢ وانظر الديباج المذهب ٢: ٢٩ (وجعل وفاته سنة ٤٣٠) وشذرات الذهب ٣: ٢٢٥.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٧: ٤٣٢.
(٣) بقي الملك العزيز في ملك مزلزل مدة سبعة أعوام، ولما مات أبوه (٤٣٥) فارق مدينة واسط وأقام عند أمير العرب دبيس بن مزيد ثم توجه إلى ديار بكر منتجعاً للملوك وقد تلاشى حاله، وأدركته منيته بظاهر ميافارقين سنة (٤٤١) (سير أعلام النبلاء ١٧: ٦٣٢.
(٤) وفيات الأعيان ٣: ٢٢٢ وبغية الطلب ٦: ١٥٩ وكشف الظنون ٢: ١٧٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>