للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي بن عبد القاهر بن المهنا معاصر أبي العلاء] (١) وكان قد خرج مع أقوام من أهل حلب إلى الفرجة ببعاذين والعافية (٢) فتعب، فعمل:

يا فرجة ما مر بي مثلها ... عدمت فيها اليعشة الراضية

زرت بعاذين ولكنني ... عدمت في العافية العافية - ٢ - (٣)

قيل: امتدح أبو الفتح بن أبي حصينة المعري رحمه الله نصر بن صالح (٤) ، فقال له: تمن، فقال: أتمنى أن أكون أميرا، فجعله أميرا يجلس مع الأمراء ويخاطب بالأمير، وقربه وصار يحضر في مجلسه في زمرة الأمراء، ثم وهبه أرضا بحلب قبل حمام الواساني، فعمرها دارا وزخرفها وقرنصها وتمم بنيانها، وكمل زخارفها، ثم نقش على الدرابزين:

دار بنيناها وعشنا بها ... في دعة من آل مرداس

قوم محوا بؤسي ولم يتركوا ... علي للأيام من باس

قل لبني الدنيا ألا هكذا ... فليفعل الناس مع الناس فلما أنهى العمل بالدار، عمل دعوة، وأحضر نصر بن صالح بن مرداس، فلما أكل الطعام رأى الدار وحسنها وحسن بنيانها ونقوشها، ورأى الأبيات فقرأها فقال: يا أمير، كم خسرت على بناء الدار؟ فقال: والله يا مولانا ما للمملوك علم، بل هذا الرجل تولى عمارتها، فأحضر معمارها وقال له: كم قد لحقكم غرامة على


(١) ذكره العماد في الخريدة (قسم الشام) ٢: ١٠٥ وأورد له مرثية في أبي المجد المعري، أخي أبي العلاء.
(٢) من الواضح أن بعاذين من قرى حلب، ولها ذكر في شعر أبي العباس الصفري والصنوبري، وكذلك العافية، وهذه الثانية لم يذكرها ياقوت في معجمه.
(٣) بغية الطلب ٤: ٢٥٠ وأورد الحكاية ياقوت في معجم الأدباء ١٠: ٩٩ والكتبي في الفوات ١: ٣٣٣ والأبيات السينية في ابن خلكان ٤: ٤٤١.
(٤) الصواب أن هذه الحادثة وقعت في أيام معز الدولة ثمال بن صالح، وكانت أكثر مدائحه فيه، وقد أورد ياقوت الحكاية متصلة بمحمود بن نصر بن صالح سنة ٤٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>