للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدني الداري قال: أنشدني الأيمني قال أنشدني المعتصمي في دير القائم الأقصى (١) ، قال: ونزلته فرأيت فيه راهبا أمرد، لم تر عيني قط أحسن منه وجها وقدا، فسألته أن يجلس لأشرب على وجهه، فجعل يسقيني ليلتي، فلما قارب طلوع الفجر نهض إلى صلاته، فسمعته يقرأ مزامير بصوت ما رأيت قط أشجى ولا أطيب منه، فعلق قلبي به وتهيأ مسيره في غد فقلت:

رأيت البدر مجلوا ... بدير القائم الأقصى

له عينان لحظهما ... مطاع الأمر ما يعصى

على غصن يميل به ... رطيب قد علا دعصا

وأفئدة الورى وخدا ... تسير إليه أو نصا

ولم أر مثله بكما ... ل لطف الحسن قد خصا

فرص الحب في قلبي ... ملاحة لحظه رصا

شربت بكفه بكرا ... كأن بكاسها حصا

إلى أن خلت أن الفج؟ ... ر في جنح الدجى لصا

فقام ينص مزمارا ... بألحان له نصا

كأن بقلبي الولها ... ن من تذكاره حرصا قال: فانصرفت وفي قلبي من حبه النار.

- ٤ - (٢)

دير قزمان: شمالي حلب، ما بين حبرين وتل خالد، دير حسن، أنشدني أبو القاسم ابن عبدان الشاعر من أهل منبج:

فشبهت ما ينثج من فتقاته ... على دير قزمان أكف بني عوف


(١) ذكره ياقوت ٢: ٦٨٤ وقال إنه على شاطئ الفرات من الجانب الغربي في طريق الرقة من بغداد، وإنما قيل له القائم لأن عنده مرقباً عالياً كان بين الروم والفرس يرقب عليه على طرف الحد بين المملكتين.
(٢) بغية الطلب ٩: ١٧١، ٢٢١ (ولم يذكره ياقوت) .

<<  <  ج: ص:  >  >>