للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إخوته من الكتاب، وقد ماتت له ببغا، وكان له أخ يضعف، فكتب إليه:

أنت تبقى ونحن طرا فداكا ... أحسن الله ذو الجلال عزاكا

فلقد جل خطب دهر أتانا ... بمقادير أتلفت ببغاكا

عجبا للمنون كيف أتتها ... وتخطت عبد الحميد أخاكا

كان عبد الحميد أصلح للمو ... ت من الببغا وأولى بذاكا

شملتنا المصيبتان جميعا ... فقدنا هذه ورؤية ذاكا وإنما أخذه أحمد بن يوسف الكاتب من قول أبي نواس في التسوية، وزاد في المعنى إرادة وكراهة، قال أبو نواس لما مات الرشيد وقام الأمين، يعزي الفضل ابن الربيع:

تعز أبا العباس عن خير هالك ... بأكرم حي كان أو هو كائن

حوادث أيام تدوم صروفها ... لهن مساو مرة ومحاسن

وفى الحي بالميت الذي غيب الثرى ... فلا الموت مغبون ولا أنت غابن وقال أحمد بن يوسف الكاتب في وصف الليل:

كم ليلة فيك لا صباح لها ... أفنيتها قابضا على كبدي

قد غضت العين بالدموع وقد ... وضعت خدي على بنان يدي حدثنا وكيع قال، حدثنا أبو جعفر أحمد بن القاسم بن يوسف قال، حدثني نصر الخادم مولى أحمد بن يوسف قال: كان أحمد بن يوسف يتبنى مؤنسة جارية المأمون، فجرى بينها وبين المأمون بعض ما جرى، فخرج إلى الشماسية وخلفها، فجاء رسولها إلى أحمد بن يوسف مستغيثة به، فوجهني أحمد إليها فعرفت الخبر ثم رجعت فأخبرته، فدعا بدايته ثم مضى فلحق المأمون بالشماسية فقال للحاجب: اعلم أمير المؤمنين أن أحمد بن يوسف بالباب وهو رسول، فأذن له، فدخل فسأله عن الرسالة، فاندفع ينشد:

قد كان عتبك مرة مكتوما ... فاليوم أصبح ظاهرا معلوما

نال الأعادي سؤلهم لا هنئوا ... لما رأونا ظاعنا ومقيما

<<  <  ج: ص:  >  >>