٤٥٥ - فيها كلبت الذئاب والكلاب وأتلفت أكثر الناس، قال أبي، قال لي جدك رحمه الله، كان أبي أبو المتوج قد دخل إلى حلب وتركني عند جدي الصوفي أتفرج بسرمين، وكنت لا أعرف لي والداً سواه لغيبة أبي عند الأمراء والملوك، فقال: يا عليّ احذر أن تخرج وحدك، فإن الكلاب الكلبة كثير، فاتفق أنني خرجت مع أصحابي وغلماني، فقيض لي كلب فرعشني، فدخلت غير طيب النفس، وذلك بعد العصر والزمان الصفري في النشارين. فمضى من خبر جدي الحسن الصوفي العجلي فركب فرسه وأخذ دلواً للسموط، وأخذني ومضى يخب ويناقل وأنا معه إلى أن أتى بي جب الكلب شمالي حلب فسقاني منه وغسل يدي ورجلي ووجهي وقال: اقلع ثيابك فقلت: الله الله إن خلعت ثيابي في هذا البرد مت، فقال وليت مت واستر (....) ياصانع. فاستقى أربعين دلواً وصبها عليّ وقال: تطلع في الجب! وكانت آية الجب إن نفع المرعوش أبصر النجوم في الجب، وإن لم ينفعه سمع نبيح الكلاب، فقال: ما ترى؟ فقلت: أرى النجوم في الماء، فقال: الحمد لله وركب وأخذني، فبات في سرمين، ولكن بعد تهور الليل قال يقول جدك: فوالله بعد تمام الأسبوع بلت ثلاث كلاب مصورة بأذنابها ورؤوسها. قال: ولم يزل هذا الجب يتداوى به الناس إلى أن ملك حلب رضوان الملك بن تاج الدولة فعول على توسيع فمه، وكان ضيقاً عليه أربعة أعمدة تمنع أن ينزل فيه، فقال: نعمله يكون الإنسان ينزل إليه ولا يقلب عليه، فقيل له: إن هذه الطلسمات لا يجب أن تتغير عن كيفياتها فلم يقبل ففتحه فزال عنه ما كان يزيل الأذى، وكان يقال إن ذلك