للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ع: المحفوظ [في] هذا " سجيس عجيس "؟ بالجيم مكان الباء؟ قال أبو علي: هو من قولهم: عجس تعجيساً إذا أبطأ، أي لا آتيك طول الدهر لأنه يتعجس أي يبطئ فلا ينفد، وأما " غبيس " فإنما يأتي في قولهم " ما غبا غبيس " يقال: غبس الليل وأغبس: إذا أظلم، فكأنه قال: ما أظلم ليل، وأنشد الأموي (١)

نعم وفي أم زبير كيس ... على الطعام ما غبا غبيس (٢) وقد أنشده أبو عبيدة في هذا الباب مغبراً.

قال أبو عبيد: ومن ذلك قولهم " لا أفعل ذلك معزى الفزر " قال: والفزر هو سعد بن زيد مناة بن تميم وكان وافى الموسم بمعزى فأنهبها هناك، فتفرقت هناك. فمعناهم في معزى الفزر أن يقولوا: حتى تجتمع تلك، وهي لا تجتمع الدهر كله. قال: وقال ابن الكلبي: إنما سمي " الفزر " لأنه قال: من أخذ منها واحدة فهي له، ولا يؤخذ منها فزر. قال: وهو الاثنان. وقال أبو عبيدة نحوه، إلا أنه قال: الفزر هو الجدي نفسه.

ع: قد أثبت حديث الفزر وتواكل بنيه في رعي معزاه ونهبه لها في صدر الكتاب (٣) على أتم الوجوه، ومعزى الفزر في هذا المثل اسم جعل ظرفاً لأنه قد علم المعنى.

وقال أبو حاتم عن الأصمعي: إنما هو الفزر؟ بفتح الفاء؟ والعامة تقول الفزر؟ بكسرها -.

وقال اللحياني: قال أبو ظبية: كان للفزر بنون يرعون معزاه فتواكلوا وأبوا


(١) انظر الرجز في الفصول والغايات: ٣٥٢ والأساس واللسان والتاج (غبس) وإصلاح المنطق: ٣٩٣؛ ويروى: وفي بني أم زبير.
(٢) فيهم كيس أي جود، قال المعري وقال قوم: يجوز أن يكون قولهم ما غبا غبيس يراد به الذئب يوصف بالغبس، والغبسة كلون الرماد.
(٣) انظر ما تقدم: ١٣٣ - ١٣٤.

<<  <   >  >>