وعند ذلك قال:
قل لمن يطمع في نائله ... قد أزال اليأس ذاك الطمعا
راح لا يملك إلا دعوة ... رحم الله العفاة الضيعا وسأله رجل يعرف بابن الزنجاري أن يزوده من شعره فكتب إليه [١٤ أ] :
لو أستطيع على التزويد بالذهب ... فعلت لكن عداني طارق النوب
يا سائل الشعر يجتاب الفلاة به ... تزويدك الشعر لا يغني عن السغب
زاد من الريح لا ري ولا شبع ... غدا له مؤثراً ذو اللب والأدب
أصبحت صفراً يدي مما تجود به ... ما أعجب القدر المقدور في رجب
ذل وفقر أدالا عزةً وغنى ... نعمى الليالي من البلوى على كثب
قد كان يستلب الجبار مهجته ... بطشي ويحيا قتيل الفقر في طلبي
والملك يحرسه في ظل واهبه ... غلب من العجم أو شم من العرب
فحين شاء الذي آتاه ينزعه ... لم يجد شيئاً قراع السمر والقضب
فهاكها قطعةً طوى لها حسداً ... " السيف أصدق إنباء من الكتب " ومما قاله في ابنيه، وتعجب من حاليه، قال:
بكت أن رأت إلفين ضمهما وكر ... مساء وقد أخنى على إلفها الدهر
بكت لم ترق دمعاً وأسبلت عبرةً ... يقصر عنها القطر مهما همى القطر
وناحت وباحت واستراحت بسرها ... وما نطقت حرفاً يبوح به سر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute