للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عند مفاوضته، فطبع على ثلاثين مثقالا لم يمكنه سواها، وأدرج قطعة شعر طيها معتذرا من نزرها، راغبا في قبول أمرها، فلم يجاوبه الحصري عما حصل حينئذ من قبله لديه، فكتب المعتمد بهذه الأبيات إثر ذلك إليه:

قل لمن قد جمع العل ... م ومن أحصى صوابه

كان في الصرة شعر ... فتنظرنا جوابه

قد أثبناك فهلا ... جلب الشعر ثوابه واتصل فعل المعتمد بالحصري إلى جماعة من زعانف الشعراء، وكل طالب حباء، من مشحوذ المدية، في الكدية، فتعرضوا له بكل قارعة طريق، وجاءوه من كل فج عميق، يحسبون الدفلى من حاله نور اجتناء، ويعتقدون السراب في أمره غدير ماء، وطي الحال، كان ما لا مزيد عليه من الاختلال، وعند ذلك قال:

شعراء طنجة كلهم والمغرب ... ذهبوا من الأغراب أبعد مذهب

سألوا العسير من الأسير وإنه ... بسؤالهم لأحق فأعجب وأعجب

لولا الحياء وعزة لخمية ... طي الحشا ناغاهم في المطلب

قد كان أن سئل الندى يجزل وإن ... نادى الصريخ ببابه اركب يركب

<<  <  ج: ص:  >  >>