أعني على نفسي بتزويد نفسها ... بل قول لا شيء علي حرام
فدونكه إذ لم أجد لي حيلة ... وقلبي فاعلم في الطعام طعام
فهنئته زادا وفي الصدر وقدة ... وللصبر من دون الفؤاد مرام
لقد كان فأل من سمائك مؤنس ... وقد عاد ضدا فالعزاء رمام
تحليت بالداني وأنت مباعد ... فيا طيب بدء لو تلاه تمام
ويا عجبا حتى السمات تخونني ... وحتى انتباهي للصديق منام
أضاء لنا أغمات قربك برهة ... وعاودها حين ارتحلت ظلام
تسير إلى أرض بها كنت مضغة ... وفيها اكتست باللحم منك عظام
وأبقى أسام الذل في أرض غربة ... وما كنت لولا الغدر ذاك أسام
فبلغتها في ظل أمن وغبطة ... وسني لي مما يعوق سلام قال ابن بسام: وكان الحصري المكفوف القروي قد طرأ على الأندلس في مدة ملوك طوائفها، فتهادته تهادي الرياض للنسيم، وتنافسوا فيه تنافس الديار في الأنس المقيم، ولما خلعوا وأخوت تلك النجوم، وطمست للشعر تلك الرسوم، اشتملت عليه مدينة طنجة وقد ضاق ذرعه، وتراجع طبعه، فتصدى إلى المعتمد في طريقه، وهو في تلك الحال، من الاعتقال، بأشعار له قديمة صدرها في الرباب وفرتنى، وعجزها في الاستجداء وطلب اللهى، خارجة عن الغرض والمغزى، مما كان فيه المعتمد يومئذ، وألح عليه بالوصول بتلك الأشعار إليه، فندبه كرم جبلته إلى مقارضته