نبيل، وآلات متشاكلة، وأمور متقابلة، تروق الناظرين، وتغيظ الحاسدين، حرسها لهم المقدار إلى مدة.
بلغني أنه دخل دار رجل من أصحابهما يعرف بمؤمل القشالي ووقع البصر بها من سروها واكتمال النعمة فيها على ما لم يشاهد مثله قط في قصر الإمارة بالحضرة العظمى قرطبة، وأخبر المحدث أنه رأى في فرش مجلسه مطارح من صلب الفنك الرفيع مطرزة كما تدور بسقلاطوني بغدادي، وانه كان يقابل ذلك المجلس شكل ناعورة مصوغة من خالص اللجين من أغرب صنعة، يحركها ماء جدول يخترق الدار أبدع حركة، إلى أشياء تطابق هذا السرو: من جودة الآلة والآنية والمائدة وجمال الخدم ورقة الأسمعة وفخامة الهيئة ما لا شيء فوقها.
وكان لمبارك ومظفر جملة ذلك النعيم، وفازا بقبض الخراج، ولم يعرضهما عارض إنفاق بتلك الآفاق، فانغمسا في النعيم إلى قمم رءوسهما [٤أ] وأخلدا إلى الدعة وسارعا في قضاء اللذة، حتى أربيا على من تقدم وتأخر؛ حدثني من رأى ركوب هذين العبدين الزلمتين في بعض أيام الجمع للمسجد ببلنسية بما أنسى مركب المظفر عبد الملك ابن [أبي] عامر مولاهما المتبنك - كان - للنعماء، الوارث لحجابة الخلافة، في فخر