للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والميتات، فيمتاز الضد ويقع الحد، بين من تناهت جرأته وماتت همته. على أن لا أفتخار في مشرب ولا مطعم، لعرب ولا عجم. وكذلك ما عيرتهم به من حرق الجلة والبعر، غروا بإضرام النيران، وانضاح سدف الثنيان من البعران، لإكرام الضيفان، ولإطعام المقرور الجوعان، فلجأوا إلى الجلة والبعر، فهل تقدم لأحد من الأمم مثل هذا القدم في الكرم، يا قذار العجم -!

وكذلك وصفك قومك بأن ليسوا حفرة أكر، ولا حفزة عكر: الله أجل الأكر أن يحفروها، والعكر أن يحفزوها، لكنهم حفزة جحشان، وحفرة كهوف وغيران، اتخذوها مخبأ عن حبائل العربان، وملجأ من وقع الصوارم والمران، فعل الخزان واليرابيع والجرذان، وشبه ذلك من انواع الحيوان. [١٩٦ب]

وأما فخرك بعلمهم الشرائع، فمن أبدع البدائع، استنت الفصال حتى القرعى، وجهلهم بذلك أوضح من أن يشرح، وأبين من أن يبين، لكن أنكت من ذلك أوضح من أن يشرح، وأبين من ان يبين، لكن أنكت من ذلك نكتة، وأنبذ منه نبذة تصفعهم صفعا، وترد صهب أدمهم سفعا؛ وأنى يكون ذلك كذلك، هبلت لآلك، ولم يأخذوه عن نبي، ولا نقلوه عن حواري، ولم يزالوا يتعللورون أصلهم الإنجيل بالزيادة والنقصان، إلى أن أصاروه في حيز الهذيان. وحسبك بهم جهلا

<<  <  ج: ص:  >  >>