للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنهم يعتقدون إلها نبيهم، فوسموه بالرب المعبود، وصيروه بعد مصاوب اليهود، فاعجب لجهل يجمع بين هذين الطرفين. وأعجب من ذلك أنهم مجمعون أن عيسى ينزل إلى الأرض لحساب الخلائق يوم العرض، فما ظنك يفعل اليهودية على ما قدموه على زعمهم من صلبه إذا ناقشهم الحساب - فهل يصح بهذه الآراء الضعيفة والعقول السخيفة دين أو يثبت [لهم معه] يقين - ولولا أني أجل قلمي وأنزه كلمي عن سخافاتهم في دياناتهم، وبر سامهم في أحكامهم، لأوردت من ذلك ما لا يستجيزه إلا مثال قومك العجم، عقول البوم والرخم.

وأما علم الطبائع فسلم بعضها لهم، لما تقدم في أثناء الرسالة، من علمهم بخواص تلك الآلة، والصدق أزين ما به نطق وإليه سبق.

وما ذكرته من أبي رغال، فذلك جد محتال، قاد أعداءه علما منه باستئصالهم على اختيارهم إاى بوارهم، فعجل الله بأرواحهم إلى نارهم.

والآن تذكرت مساق أبي غبشان، وما أنسانيه إلا الشيطان، ذلك الذي به ظننت ومن قضيته عظمت، وليس الأمر كما توهمت، لأن الكعبة بيت الله وملكه لا شريك له وضعه الله تعالى للعباد، وسوى بين العاكف فيه والباد، وأبو غبشان إنما باع خدمته في البيت [وهبها وصمة سفيهنا العربي، أين تقع من قضية إمامكم يهوذا الحواري] إذ باع نبيه روح

<<  <  ج: ص:  >  >>