فملكوا أرضكم بساحتيها، وأحاطوا بها من ناحيتيها، سلبوها بأقطارها، وحلبوها من أشطارها:
وضموا جناحيكم إلى القلب ضمة تموت الخوافي تحتها والقوادم
[فما تعرضك لقوم سلكوا بلادكم، وملكوا تلادكم، واستعبدوا أولادكم. ثم إنهم حين قدروا غفروا، ووضعوا الإتاوة على جماجم الأعاجم، والوشوم في براجم العلاجم، فلا يحضرون العشار إلا بالغيار، ولا يشهدون الأسواق إلا بالأطواق، فإن دخلتم في الدين قطعت أستاهكم، وإن خرجتم منه أخذت التي فيها شفاهكم، وكنت أنت من رذايا تلك السبايا، ومن عبايا تلك الخبايا، ومن خطايا تلك العطايا، فلا تحرد حرد المقهور، ولا تضجر ضجر المبهور، ولا تحنق الأسير على القد، ولا تغضب المستقي على العد] ولا بأس عليك فقبلك ما قصروا الأمم، وهصروا القمم، وهم أبكار الزمان وأفكار الأوان، لهم العرب العاربة، ومنهم عاد الغالبة، ذات الأحلام السداد، والأجسام الشداد، وإرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، ومنهم لقمان صاحب النسور وباني القصور، ومنهم