للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثمود الذين جابوا الصخر بالواد، ونحتوا البيوت في الأطواد، يتخذون السهول قصورا آمنين، ويعمرون الأرض ساكنين، لهم القضب والخضيم، والنخل التي طلعها هضيم، ومنهم العمالقة والجبارون، والفراعنة القهارون، أنتم لهم أكارون، [وحربة عكارون] ، اتخذوكم أكسابا، واتخذتموهم أربابا، ومنهم التبابعة الأكملون، والمرابعة الأفضلون، ومنهم ذو القرنين صاحب السد، وشمر مخرب سمرقند، قال تعالى (أهم خير أم قوم تبع) (الدخان:٣٧) ، فضربهم مثلا في الجلالة، وغاية في شرف الحالة. ولهم الملوك من حمير والمقاول من كهلان:

كانوا سماء الورى قبل النبي وهم لما أتى الحق فيهم أنجم زهر

سموا بملكهم قبل الهدى وسموا مع الهدى فهم آووا وهم نصروا

ولاة علاة، وسماة حماة، لهم العلو والعلاء، وفيهم العباهلة والأذواء:

وما حمير في الناس إلا كباذخ يعيش الورى في ظله المتمدد

هم الأنف في وجه الزمان ومجدهم على صفحات الدهر ليس بجلمد

هم ملكوا شرق البلاد وغربها وعلوا جياد الخيل في كل مورد [١٩٩أ]

وسدوا على يأجوج لما تتابعت على العين في قطر من العين مبعد

ترى كل معطوف الوشاحين أخمص على كل مخطوف الجناحين أجرد

فمن أمرد في السلم في حلم أشيب ومن أشيب في الحرب في جهل أمرد

بأيديهم البيض الرقاق كأنها جداول ماء الموت قيل لها اجمدي

<<  <  ج: ص:  >  >>