للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتناوله وحبس أوتاره وسوى تسوية أطربت أبن أبي عامر، ثم اندفع ينشده بيتي مجنون بني عامر:

أبى القلب إلا حبها عامرية ... لها كنية عمرو وليس لها عمرو

تكاد يدي تندى إذا لمستها ... وينبت في أطرافها الورق الحضر فغضب ابن أبي عامر وتسور، لتوهمه انه عرض بخير، وقال له: يا أبا العلاء، أب الأخوة عرضت أم الأبناء - وهذه إشارة رئيس أنف من أن يجاوبه، على مغزى ما خاطبه. فاخرج الجواب على التذكير، همة إمام غيور.

وذكرت بهذا الحديث ما ذكره بعض الرواة عن المعتصم أنه قال يوما للقاضي أبن أبي داود: أتعلم أن أبي دلف من المغنيين الأفراد وإن كان من الشجعان الأنجاد - قال القاضي: فكيف بسماعه - فأحضره المعتصم، وخبا ابن أبي داود. وعوم عليه في الغناء. فلما أندفع يغني هتكت الستارة. فخجل أبو دلف وقال: أجبروني أعز الله القاضي. قال له ابن أبي داود، يا ماجن، هبهم أجبروك غلى أن تغني فمن أجبرك على الإحسان، فقال أبو دلف: ويريبني منك أيها القاضي معرفتك بمحاسن الألحان وتألف الأوزان!!

<<  <  ج: ص:  >  >>