للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خادعني ثم عد خدعته بمقلتي منةً من المنن

فإن تكن زورةً مهومةً فقد أمنا به من الظنن

وإن يكن باطلاً فكم باطلٍ عاش به ميت من الحزن

[وقال] (١) :

يا خليلي من ذؤابة قيسٍ للتصابي رياضة الأخلاق / [١٣٣]

غنياني بذكرهم تطرباني واسقياني دمعي بكأس دهاق

وخذا النوم من جفوني فإني قد خلعت الكرى على العشاق

فصل في ذكر الوزير أبي القاسم الحسين بن علي المغربي

واجتلاب سابق أشعاره، ورائق أخباره (٢)

كان أبو القاسم نجماً مطالعه الدول، وبحراً عبابه القول والعمل، وروضةً تقوت القلوب نفحاتها، وتقيد الأبصار صفاتها وموصوفاتها، أما العلماء فعيال عليه، وأما العظماء فلعب في يديه، وأما الأقلام فبعض شيعه وأنصاره، وأما الأقاليم فبين إيراده وإصداره، وأما مكانه من العلم الحديث والقديم، وسبقه إلى غايتي المنثور والمنظوم، وإقدامه على المهالك، وتلاعبه بالأملاك والممالك، فأشهر من الصباح، وأسير من الرياح.


(١) ن ٢: ٣٤٢ وابن خلكان ٣: ٣١٤.
(٢) وردت ترجمة الوزير المغربي (٣٧٠ - ٤١٨) في تتمة اليتيمة ١: ٢٤ ودمية القصر ١: ٩٤ والمنتظم ٨: ٣٢ وتهذيب ابن عساكر ٤: ٣٠٩ ومعجم الأدباء ١٠: ٧٩ وتاريخ ابن الأثير ٩: ٣٦٢ وابن خلكان ٢: ١٧٢ - ١٧٧ وبغية الطلب ٥: ١٤ - ٣٠٩ وأعتاب الكتاب: ٢٠٦ ورجال النجاشي: ٥٥ والإشارة إلى من نال الوزارة: ٤٧ ولسان الميزان ٢: ٣٠١، وراجع في أخباره أيضاً ذيل ابن القلانسي: ٦١ - ٦٤ وصفحات متفرقة من اتعاظ الحنفا (ج -: ٢) والدرة المضية ٦: ٣٠٩ ٣١٢ والنجوم الزاهرة ٤: ٢٦٦؛ وقد ذكره ابن القارح في رسالته وحكى شيئاً من أخباره معه (انظر رسالة الغفران: ٥١ - ٥٨) وقد علق ابن العديم على ذلك بقوله: وكان بين أبي القاسم ابن المغربي وبين علي بن منصور (ابن القارح) ما يوجب ألا يقبل قوله فيه.. (بغية الطلب ٥: ١٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>