للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خلق ونأتي مثله (١) لسألنا مستفيدين، نثراً لما فيه من شفاء البيان، لا نظماً لما فيه من التعاطي والطغيان، فسألناه عن اللغة إن كان عني بها: عن العلافق بالعين، فهو يالغين معروف (٢) ، وعن المصمة بكسر الميم، فهو بفتحها مشهور، وعند هندٍ لا تضاف إلى الأحامس (٣) فإن ذلك معروف، وسكرى بضم السين فهو بفتحها معروف، وعن الدون بالواو فهو بالياء معروف، وعن الفرن بالفاء فهو بالعين مذكور، وكم في الكلام أفعلة أسماء فهو في الصفات معروف، وما النديم في الناس فإنه في الجماد معروف، وما الشاهد على جواز أفلج بالجيم فإنه بالحاء معروف.

هذا إن كانت اللغة عنده مهمة، فإن قال إن النحو هو المهم عنده قلنا: فما جمع على أفعلة أغفله، سيبويه فلم يلحقه بكتابه أحد من النحويين، وهل ذلك الجمع إن كان عارفاً به مطرد أو محمول على مكانه في اللفظ - وعلى أي شيء خفض (وقيله يا رب) في قراءة حفصٍ، لا على ما أورده أبو علي الفارسي، فإنه لم يسلك مذهبه في التدقيق عليه - ولم منع سيبويه من العطف على [عا] ملين، وهو في سورة الجاثية بنصب (آيات) ، ورفعه لا يتجه إلا عطفاً على عاملين، فإن كان أخطأ الأخفش فمن أين زل - وإن كان أصاب فكيف تجوز له مخالفة الكتاب - وهل قول سيبويه في النسبة إلى أمية أموي - بفتح الهمزة - صواب أو سهو استمر عليه وعلى جميع النحويين بعده - ولم قيل معدي كرب، ولم تحمل الياء في لغة من أضاف ولا من جعلها أسماً واحداً إلا على ما أورده النحويين، فلهم فيه أقاويل غير متجهة، وهل مذهبهم في أن سدى وهدى مصدران صحيح أم لا - وهل


(١) فيه إشارة إلى قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم (٢) ذكر ابن دريد في الجمهرة (٣: ٣٩٦) الغلافق وقال أنه اسم موضع، ولم يذكر العلافق.
(٣) يقال لقي هند الأحامس أو وقع في الداهية، وإضافتها إلى غير الأحامس مثل هند الهنود، وهند بني سعد وما إلى ذلك، ولكني اعتقد أن أبي المغربي يشير إلى ما هو أدق من ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>