بيني وبينك سر لا أبوح به ... الكل يعلمه والله غافره وحكى أبو عامر بن شهيد عن نفسه قال: عاتبت بعض الإخوان عتاباً شديداً عن أمرٍ أوجع فيه قلبي، وكان آخر الشعر الذي خاطبته به هذا البيت:
وإني على ما هاج صدري وغاظني ... ليأمني من كان عندي له سر فكان هذا البيت أشد عليه من عض الحديد، ولم يزل يقلق به حتى بكى إليّ منه بالدموع.
وهذا الباب ممتد الأطناب، ويكفي ما مر ويمر منه في أضعاف هذا الكتاب.
ومن شعر أبي الحسن علي بن عبد العزيز بن زيادة الله الطبني، مما أخذته عنه، قوله:
كم بالهوادج يوم البين من رشأ ... يهفو عليه وشاح جائل قلق
وكم برامة من ريمٍ يفارقنا ... لهفان يثنيه عن توديعنا الفرق