الحمد لله الذي علا في سمائه، وتفرد ببقائه، وتسمى الجبار بجبروته [وكبريائه] ، فله أسماء الحسنى، والمثل الأعلى؛ خلق الإنسان علمه البيان، وأجرى بيده فلك القلم العظيم الشان، فعلمه ما لم يعلم، وأشهده ما لم يحضر، وكرر عليه نبأ ما لم يلحق من القرون الماضية، والأمم البائدة؛ وأراه سبيل منقلبهم عن هذه الدنيا الفانية، التي استعمرهم فيها قرناً بعد قرن ليبلوهم فيما آتاهم، فتهافتوا في شهدها، وتهالكوا كالأذبة عليها؛ لا الآخر بما انتهى إليه عن الأول معتبر، ولا الغابر بما مر على الماضي مزدجر، حكمة بالغة فما تغني النذر، إذ كل مقدر كائن، وكل مربوب مسخر.
وبعض لفظه في هذا الأصل محلول، من قول القائل حيث يقول: