ثم تولاها أبو السبطين ... ذاك أبو الحسن والحسين
علي ذو العلوم والشجاعه ... والزهد في الدنيا وذو البراعه
فسار طلحة مع الزبير ... إلى العراق في أحث سير
وخرجت عائشة للصلح ... فانصرفت والحرب ذات كلح
فشبت الحروب يوم الجمل ... حتى أصيب طلحة في المقتل
وقتل الزبير قبل الملحمه ... منصرفاً عنها حليف مندمه
وثارت الحروب بالخوارج ... أصلاهم بالنار ذو المعارج
ثم مضى علي إلى معاويه ... فاضطرب الأمر بعمرو الداهيه
فاجتمعوا للحرب في صفينا ... فأيتموا البنات والبنينا
ودام في حروبه علي ... حتى دهاه حادث وبي
حين أصابته يدا ابن ملجم ... فخضب المفرق منه بالدم
تباً له من خارجي فاسق ... خالف في التنزيل أمر الخالق
فاغتاله وهو ينادى سحراً: ... قوموا إلى الصلاة يدعو منذرا
ثم تولى الحسن الإمامه ... فمنحت بيمنه السلامه
وحقن الله به الدماء ... وأذهب المحنة واللأواء
وسلم الأمر إلى معاويه ... حياته وصار عنها ناحيه
فسار فيها ابن أبي سفيان ... بسيرة للعدل والإحسان
وكان فرداً في النهى والحلم ... حتى رماه حينه بسهم
فانتقل الأمر إلى يزيد ... فحاد عن مناهج التسديد
مجترماً في قتله الحسينا ... وجاء في الحرة فعلاً شينا