حتى أتاه الموت حتف أنفه ... فلم تكن له يد في صرفه
ثم أبو ليلى تولى الحكما ... فعاقه حمامه إذ حما
وكان لا بأس به في السيره ... ثم انقضت مدته اليسيره
فاستخلفوا مروان نجل الحكم ... طوبى له من ملك محتزم
فأوقعته زوجه في عطبه ... إذ أنفت من قوله: ابن الرطبه
يقولها لابن يزيد خالد ... سليلها غضبان قول حاقد
وكان ذا بأس وذا دهاء ... وبسطة في العلم والذكاء
يقتحم الحرب بجأش رابط ... كفعله في يوم مرج راهط
ثم تولى الأمر عبد الملك ... وكانت الدما به لم تسفك
لكنه كان شديد الحزم ... أبو الخلائف الرضي الحكم
وكان من عماله الحجاج ... سراجه في خطبه الوهاج
حتى إذا بابن الزبير ظفرا ... وكان في مكة يعلو المنبرا
للحرمين والعراق مالكا ... ومصعب أخ له هنالكا
سقاه كأساً مرة المزاج ... وكان للحروب ذا اهتياج
وثارت الحرب مع ابن الأشعث ... فاغتاله الحجاج لما يلبث
وغلب البغاة عبد الملك ... بالحزم والجد وعزم موشك
حتى توفاه مزيل ملكه ... فولي الوليد بعد هلكه
وقد بنى الجامع في دمشق ... مقتصداً في ذاك وفق الصدق
في عهده فتح أندلوسا ... طارق مولى ابن نصير موسى