ثم عام تسعين مضت واثنين ... ثم سقاه الدهر كاس الحين
ثم سليمان تولى الملكا ... وساسه حتى تولى هلكا
وكان ذا غزو وذا حروب ... في الروم لا يبقي على الدروب
نعت إليه نفسه جاريته ... يوماً كانت أعجبته بزته
وكان ذا حسن وذا جمال ... بين شباب راق واكتمال
فأنشدت بيتين من قريض ... حثا مسيره إلى الجريض
ثم تولى الأمر بعد عمر ... وكان في العدل إماماً يؤثر
زهداً وعلماً واعتدالاً وتقى ... حتى اغتدى في الأمر فرداً منتقى
قفا سبيل جده الفاروق ... ودحض الباطل بالحقوق
إلى انتهاء الحتم من مدته ... فصار عند الله في رحمته
ثم تلاه والياً يزيد ... فظل في سيرته يحيد
تصبحه سلامة شرابه ... وربما تغبقه حبابه
حتى أتاه الحين بعد حينها ... وبان عنه الملك عند بينها
فصار في الأمر هشام يحكم ... يسوس في سيرته ويحزم
قتل زيد بن علي إذ خرج ... عليه قتلاً لم فيه حرج
فدام في جد إلى أن ماتا ... وزال عنه ملكه وفاتا
فصير الملك إلى الوليد ... فلم يكن في الحكم بالسديد
لما اغتدى مشتغلاً بالخمر ... وبالأغاني وسماع الزمر
فأهلك الأمة بخلاعته ... فانخلعوا لذاك عن طاعته