حتى ثوى معتنقاً حساما ... منصلتاً مغتبقاً مداما
يا عجبا من ذاك كيف جازا ... وقدموه دون أن يمازا
في العقل والدين بلا مثيل ... وهكذا الأكثر في التحصيل
لأنهم قد كتموا النصوصا ... فأشبهوا السباع واللصوصا
وقدموا ابن عمه يزيدا ... فكان في سيرته سديدا
ذا ورع عدلاً رضاً صواما ... يتلو كتاب ربه قواما
فدام في الأمر شهوراً خمساً ... حتى ثوى فضمنوه الرمسا
فقدموا أخاه إبراهيما ... وخلعوه بعد ذا ذميما
واستخلفوا من بعده مروانا ... في طالع ما إن عدا كيوانا
فبايع الناس له بالأمر ... فصلي القوم به في جمر
وقامت الحرب على ساق به ... إلى حمامه وحين نحبه
إذ سار صالح مع المسوده ... إلى خراسان بجند جنده
فسيق مروان إلى الحمام ... طوق طوق الصارم الحسام
وانقرض الأملاك من أميه ... والموت قصرى كل نفس حيه @الدولة العباسية
فصار في الأمر بنو العباس ... فلم يكن في حكمهم من باس
أول أملاكهم السفاح ... خبر منه العدل والصلاح
لكنه كان كثير القتل ... في عبد شمس طالباً بذحل
دعا أبو سلمة الخلال ... إليه فانقادت له الرجال
فكان رأس مظهري دعوته ... فخاف منه القدح في دولته